وراسل السلطان مسعود فى الصلح فلم يجبه؛ وسار مجدا فالتقيا بمرج قراتكين «١» واقتتل العسكران، فانهزمت ميمنة السلطان وميسرته واقتتل القلبان أشد قتال وأعظمه، وصبر الفريقان فسقط بوزابة عن فرسه بسهم أصابه. وقيل بل كبابه فرسه فأخذ أسيرا، وحمل إلى السلطان فقتل بين يديه، وانهزم أصحابه،. وبلغت هزيمة ميمنة السلطان وميسرته إلى همذان. وقتل من الفريقين خلق كثير. وكانت هذه الحرب من أعظم الحروب الكائنة بين الأعاجم.
وكانت فى سنة اثنتين وأربعين والله أعلم.
ذكر الخلف بين السلطان وجماعة من الأمراء ووصولهم الى بغداد وما كان منهم
وفى سنة ثلاث وأربعين وخمسماية فارق السلطان مسعود جماعة من الأمراء الأكابر وهم: ايلدكز المسعودى صاحب كنجة وأرانية «٢» ، وتبر الحاجب، وطرنطاى المحمودى شحنة واسط، وابن طغايرك وغيرهم.
وكان سبب ذلك ميل السلطان إلى [خاص بك] ، واطراحه لهم فخافوا أن يفعل بهم كما فعل بعبد الرحمن وعباس وبوزابة، ففارقوه وساروا نحو العراق. فلما بلغوا حلوان خاف الناس ببغداد وأعمال