مولى بنى ضبّة فحارباه، فصبر لهما حتى قتل عدة من أصحابه وانهزم الباقون.
وفيها فى شهر رمضان نقض الروم الصلح، الذى كان بينهم وبين المسلمين قبل انقضاء مدة الهدنة بأربعة أشهر، فوجّه على بن سليمان وهو على الجزيرة وقنّسرين يزيد بن «١» البطّال فى خيل فغنموا وظفروا.
وحجّ بالناس فى هذه السنة على بن المهدى.
[ودخلت سنة تسع وستين ومائة.]
[ذكر وفاة أبى عبد الله المهدى]
كانت وفاته فى يوم الخميس لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة بماسبذان، وسبب خروجه إليها أنّه كان عزم على خلع ابنه موسى الهادى من ولاية العهد، والبيعة للرشيد وتقديمه على الهادى، فبعث إليه فى ذلك وهو بجرجان فلم يفعل، فاستقدمه فضرب الرسول وامتنع، فسار المهدى إليه، فلما بلغ ماسبذان قال لأصحابه: إنى أريد النوم فلا توقظونى حتى أكون أنا لذى أنتبه، ونام ونام أصحابه فاستيقظوا ببكائه فأتوه مسرعين، وسألوه عن سبب بكائه فقال: وقف على الباب رجل فقال:
كأنّى بهذا القصر قد باد أهله ... وأوحش منه ربعه ومنازله
وصار عميد القوم من بعد بهجة ... وملك إلى قبر عليه جنادله
فلم يبق إلا ذكره وحديثه ... تنادى عليه معولات حلائله
فمات بعد ذلك بعشرة أيام. وقد اختلف فى سبب موته، فقيل إنّه كان يتصيّد فطردت الكلاب ظبيا وتبعته، فدخل باب خربة ودخلت