قد ذكرنا وصيّة والده له بالملك، واستخلافه الأمراء، وتقرير قواعده، وإنفاذه إلى بغداد. قال: ولما جاءه الخبر بوفاة أبيه، سار به أتابكه الأمير إياز، وإيلغازى شحنة بغداد، ودخلا به إلى بغداد، وخطب له [بجوامعها]«١» فى شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، ولقب بألقاب جدّه جلال الدولة، ونشرت الدنانير على الخطباء، ثم قدم عمه السلطان محمد على ما نذكره.
[ذكر أخبار السلطان محمد]
هو غياث الدين أبو شجاع محمد طبر يمين أمير المؤمنين ابن السلطان جلال الدولة ملكشاه ابن السلطان عضد الدولة ألب أرسلان محمد بن داود جغرى بك بن ميكائيل بن سلجق، وهو الخامس من ملوك الدولة السلجقية.
قد قدمنا من أخبار هذا السلطان، ووقائعه مع أخيه السلطان بركياروق وحروبه، والخطبة له ببغداد مرة بعد أخرى ما يستغنى عن إعادته، ونحن الآن نذكر أخباره في سلطنته بعد وفاة أخيه. قال:
لما مات السلطان بركياروق، وخطب لولده ملكشاه ببغداد كما ذكرناه، كان السلطان محمد إذ ذاك يحاصر جكرمش، وسكمان القطبى «٢» ،