الجارود من القيروان فى مستهل صفر، واستخلف عليها عبد الملك بن عباس «١» . وكانت أيام ابن الجارود سبعة أشهر.
وأقبل العلاء بن سعيد ويحيى بن موسى متسابقين إلى القيروان، فسبقه العلاء إليها. فقتل منها «٢» جماعة من أصحاب ابن الجارود. فبعث إليه يحيى:«إن كنت على الطاعة ففرّق جموعك» . فأمر من معه بالانصراف إلى مواضعهم. وسار فى نحو ثلاثمائة من خاصته إلى طرابلس. وكان ابن الجارود قد وصل إليها قبل وصوله وخرج مع يقطين بن موسى نحو المشرق حتى وصل إلى هارون الرشيد.
قال: وكتب العلاء إلى منصور وهرثمة أنه الذى أخرج ابن الجارود من إفريقية. فكتب إليه هرثمة بالقدوم، وأجازه بجائزة سنية. وبلغ خبره هارون، فكتب إليه بمائة ألف درهم صلة سوى الكسا، فلم يلبث إلا يسيرا حتى توفى بمصر.
[ذكر ولاية هرثمة بن أعين]
قال: وقدم هرثمة القيروان فى مستهل شهر ربيع الآخر سنة تسع وسبعين ومائة «٣» فأمن الناس وسكنهم وأحسن إليهم.
وهو الذى بنى القصر الكبير بالمنستير «٤» فى سنة ثمانين