وقيل إنه ولاه قلعة الروم «١» وما جمع إليها، فامتنع من قبول هذه الولاية. فغضب السلطان وأمر بالقبض عليه، وفوض ذلك إلى الأمير جمال الدين أقش الفارسى فبقى بها أياما وتوفى، فأعاد السلطان الأمير عز الدين الموصلى. ورحل السلطان عن حلب إلى دمشق، فكان وصوله إليها، فى يوم الثلاثاء العشرين من شعبان فأقام بها بقية شعبان وشهر رمضان وبعض شوال.
وفيها، حصل لجمال العسكر مرض، سلّت منه حتى جانت الوطاقات منها. ولم يجد الأمراء من الجمال ما يحملون عليه أثقالهم، فحملوها على البغال والأكاديش.
[ذكر توجه الأمير بدر الدين بيدرا وبعض العساكر إلى جبال الكسروان واضطراب العسكر]
وفى هذه السنة، فى شعبان توجه الأمير بدر الدين بيدرا بمعظم العساكر المصرية، وصحبته من الأمراء الأكابر، الأمير شمس الدين سنقر الأشقر، والأمير شمس الدين قراسنقر المنصورى، والأمير بدر الدين بكتوت الأتابكى، والأمير بدر الدين بكتوت العلائى وغيرهم، وقصد جبال الكسروان. وأتاهم من جهة الساحل، الأمير ركن الدين بيبرس طقصوا؛ والأمير عز الدين أيبك الحموى وغيرهما. والتقوا بالجبل» وحضر [إلى]«٢» الأمير بدر الدين بيدرا من أثنى «٣» عزمه. وكسر حدته. فحصل الفتور فى أمرهم، حتى تمكنوا من بعض