ببلاطنس «١» بمنازلتها، وسير إلى عبد الظاهر النائب بها وإلى جماعة من أهلها بالترغيب والترهيب، فتسلمها نواب السلطان فى يوم السبت حادى عشر شوال سنة تسع وستين وستمائة، واستخدم بها الرجالة، ثم هجم نواب السلطان على الرصافة، وملكت فى آخر الشهر المذكور.
[ذكر فتوح بقية حصون الدعوة]
كان قد تقرر على الصاحب نجم الدين عند وصوله إلى السلطان مائة ألف وعشرين ألف درهم فى كل سنة، واستقر أن يكون هو وولده «٢» فى خدمة السلطان، واستقر شمس الدين فى صحبة ركاب السلطان، فنسب إليه أنه كاتب الفرنج.
فحضر والده نجم الدين فى سنة تسع وستين وستمائة عند فتوح حصن الأكراد فاعتذر عنه، وتحدث هو وولده المذكور مع الأتابك فى تسليم القلاع، وأنهما يحضران إلى باب السلطان، فأجابهم إلى ذلك. وتوجه شمس الدين إلى الكهف لتدبير أمور أهله فى عشرين يوما ويعود، وسافر أبو، فى الخدمة إلى القرين «٣» ثم إلى الديار المصرية، فما حضر ولده وصار يعتذر «٤» عن الحضور. فكتب إليه السلطان:«أن الذى كنتم سألتموه من تسليم القلاع كأنكم رجعتم عنه، والوعد الذى وعدناكم نحن ما نخلفه، من أننا نعطيك إمرة بأربعين فارسا، وقد تسلم والدك الإقطاع» . فورد جوابه يعتذر عن الحضور ويطلب حصن العليقة،