ولما بلغ عبد الملك قتل زهير عظم ذلك عليه «١» ، وكانت المصيبة به كالمصيبة بعقبة. وشغل عبد الملك عن القيروان «٢» ما كان بينه وبين عبد الله بن الزبير. فلما قتل ابن الزبير جهز عبد الملك حسان ابن النعمان إليها.
[ذكر ولاية حسان بن النعمان الغسانى افريقية]
قال: كان عبد الملك قد أمر حسان بن النعمان بالمقام بمصر في عسكر عدته أربعون ألفا «٣» . وتركه بها عدة لما يحدث. فكتب إليه بالنهوض إلى إفريقية ويقول:«إنى قد أطلقت يدك فى أموال مصر، فاعط من معك ومن ورد عليك من الناس، واخرج إلى جهاد إفريقية على بركة الله» . قال ابن الأثير فى تاريخه الكامل: إنه استعمله فى سنة أربع وسبعين بعد مقتل عبد الله بن الزبير. وقال ابن الرّقيق إنه ندبه إلى إفريقية فى سنة تسع وستين «٤» . قال: فدخل إفريقية بجيش عظيم ما دخلها مثله قط. فدخل القيروان وتجهز منها إلى قرطاجنّة.