المشبّه بالمؤيد هشام وقيام دعوتة بمملكة محمد ابن إسماعيل، وما قيل فى ذلك فأما قيام دعوته فإن محمد بن إسماعيل لما استولى على الأمر فى سنة أربع وعشرين وأربعمائة وتعاظم أمره، حسده أمثاله وكثر الكلام فيه وقالوا «قتل يحيى بن على الحسنى من أهل البيت وقتل يحيى بن ذى النون ظلما» واتّسع القول فيه فبقى يفكر فيما يفعله.
فبينما هو كذلك إذ جاءه رجل من أهل قرطبة فقال له: إنى رأيت- هشاما فى قلعة رباح! فقال له محمد: انظر ما تقول! فقال! إنى والله رأيته وهو هشام بلا شك! وكان عند محمد بن إسماعيل عبد من عبيد هشام يسمى تومرت،- وهو الذى كان يقوم على رأس هشام- فقال له محمد:/ إذا رأيت مولاك تعرفه؟ فقال: نعم ولى فيه علامات فأرسل محمد رجلين من الذين ذكروا أنهم رأوا هشاما وقال:
توجّها إلى قلعة رباح وائتيانى بهشام! وأسرعا، فتوجّها فوجداه فى مسجد فى قلعة رباح، فدخلا عليه وأعلماه أنهما رسولا القاضى محمد بن إسماعيل إليه. فسار معهما إلى إشبيلية. فلما دخل على القاضى قام إليه وسلم عليه وأنزله ووكل بخدمته تومرت مولاه. فلما رآه تومرت قبل يديه ورجليه وقال للقاضى: هو والله مولاى هشام ابن الحكم.
فعند ذلك قام إليه القاضى محمد بن إسماعيل وقبّل رأسه ويديه، وأمر بنيه فدخلوا عليه وفعلوا كفعله، وسلّموا عليه بالخلافة. وأخرجه