للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإقليم السادس إلى تتمة خمسين درجة ونصف. وفيه الأرض المحفورة، وهى وهدة لا يقدر أحد أن ينزل إليها، ولا أن يصعد منها من هو فيها لبعد قعرها. يسكنها أمّة من الناس لا يدرى من هم. وإنما علم أنها معمورة برؤية الدّخان فيها نهارا، والنار ليلا. يشقها نهر يجرى، والعمارة محيطة به.

وزعم بطليموس أن فيها ثلاثا وعشرين مدينة. وأهل هذا الإقليم بيض صهب الشعور.

وما بقى من المعمور إلى نهايته إلى ثلاث وستين درجة مضاف إلى هذا الإقليم ومحسوب فيه. يسكنه طوائف من الناس، هم بالبهائم فى الخلق والخلق أشبه منهم ببنى آدم.

٢- ذكر ما يتمثل به مما فيه ذكر الأرض

يقال:

أحمل من الأرض. أكتم من الأرض. أصبر من الأرض. آمن من الأرض.

أوثق من الأرض. أوطأ من الأرض. أحفظ من الأرض. أكثر من الرمل.

أظلم من الرمل. أعطش من الرمل. أوجد من التراب.

ويقال:

قتل أرضا عالمها، وقتلت أرض جاهلها. رماه بين سمع الأرض وبصرها. أخذت الأرض زخارفها. أفق قبل أن يحفر ثراك. ابتغوا الرزق فى خبايا الأرض.

ومن أنصاف الأبيات:

الأرض من تربة والناس من رجل

أنّى تمطر الأرض السماء