للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأضافها إلى مسلمة بن مخلّد استعمل [١] على إفريقية مولى له يقال له: «أبو المهاجر» ، فلم يزل عليها حتّى هلك معاوية.

وقيل: إن عقبة بن نافع ولى إفريقية فى هذه السنة وعمّر مدينة القيروان، وكانت غيضة على ما تقدم، فدعا الله تعالى، وكان مستجاب الدعوة، ثم نادى: «أيّتها الحيّات والسّباع، إنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارحلوا عنّا فإنا نازلون، ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه» .

فنظر الناس إلى الدوابّ تحمل أولادها وتنتقل، فأسلم كثير من البربر، وقطع الأشجار [وأمر ببناء المدينة، فبنيت] [٢] وبنى المسجد الجامع، وبنى الناس مساجدهم ومساكنهم، وكان دور القيروان ثلاثة آلاف باع وستمائة باع. وسنذكر إن شاء الله تعالى ذلك بما هو أبسط من هذا فى أخبار إفريقة وبلاد الغرب.

[ذكر وفاة الحكم بن عمرو الغفارى]

وفى هذه السنة توفى الحكم بن عمرو الغفارى بمرو، على أحد الأقوال، وله صحبة، وكان زياد قد كتب [٣] إليه: «إن أمير المؤمنين معاوية أمرنى أن أصطفى له الصّفراء والبيضاء، فلا تقسم بين الناس ذهبا ولا فضة» . فكتب إليه الحكم: «بلغنى ما أمر به أمير المؤمنين، وإنى وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين، وإنه والله لو أن السماوات والأرض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى الله لجعل له


[١] عبارة الطبرى وابن الأثير: «ولى مسلمة بن مخلد مولى له يقال له أبو المهاجر افريقيه» .
[٢] الزيادة من الكامل لابن الأثير ج ٣ ص ٢٣٠ حيث نقل المؤلف.
[٣] كتب إليه بعد انصرافه من غزوة جبل الأشل.