للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بضربة فيصل تركته شفعا ... وكان كأنّه الجلمود وترا

فخرّ مضرّجا بدم كأنّى ... هدمت به بناء مشمخرّا

وقلت له: يعزّ علىّ أنّى ... قتلت مناسبى جلدا وقهرا

ولكن رمت شيئا لم يرمه ... سواك فلم أطق يا ليث صبرا

تحاول أن تعلّمنى فرارا ... لعمر أبيك قد حاولت نكرا

فلا تبعد لقد لاقاك حرّ ... يحاذر أن يعاب فمتّ حرّا

وأمّا الببر [وما قيل «١» فيه]

فهو سبع هندىّ، ويقال: حبشىّ؛ وهو فى صورة أسد كبير، أزبّ «٢» ملمّع بصفرة وسواد، ويقال: إنّه متولّد بين الزّبرقان «٣» واللّبؤة؛ وفى طبعه أنّه يسالم النّمر وغيره من السباع ما لم يستكلب، فاذا استكلب خافه كلّ شىء كان يسالمه، وهو والأسد متوادّان أبدا، ومودّته معه كمودّة الخنافس والعقارب والحيّات والوزغ؛ ويقال: إنّ الأنثى منه تلقح بالريح، ولهذا يقال: إنّ عدوه يشبه الرّيح سرعة، ولا يقدر أحد على صيده؛ وإنّما تسرق جراؤه فتحمل فى مثل القوارير من زجاج، ويركض بها على الخيول السوابق، فإن أدركهم أبوها رمى اليه بقارورة منها، فيشتغل بالنظر إليها والفكرة «٤»