للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن الشيخ تقى الدين بن تيمية [١] وقاضى القضاة شمس الدين بن الحريرى [٢] يكاتبان مخدومه، ويؤثران أن يكون نائب السلطنة بالشام، وأن القاضى كمال الدين العطار، وكمال الدين بن الزملكانى كاتب الإنشاء يطالعانه بالأخبار، وأن جماعة من الأمراء فى هذا الأمر، حتى ذكر جماعة من مماليك نائب السلطنة وخواصه.

فلما قرأ الكتاب استراب به، وأطلع عليه بعض الكتّاب، وأمره بالفكرة فيمن اختلقه، فوقع الحدس على فقير يعرف باليعفورى كان ينسب إلى فضول وتزوير، فمسك فوجد معه منشورة بالكتاب، فضرب فأقرّ على إنسان يعرف بأحمد القبّارى، فأخذ وضرب فاعترف على جماعة، وأنّ الذى كتب الكتاب التاج بن المناديلىّ الناسخ، فلما كان فى يوم الإثنين مستهل جمادى الآخرة جرّسوا الثلاثة بدمشق، ثم أخرجوا إلى سوق الخيل، فأمر نائب السلطنة الأمير جمال الدين آقش الأفرم أن يوسّط القبارىّ واليعفورىّ فوسّطا، وقطعت يد ابن المناديلى الناسخ.

[وفى هذه السنة ظهر بنيل مصر دابة عجيبة]

وهى التى تسمى فرس البحر، وكانت تطلع إلى البرّ وترعى البرسيم ثم تعود إلى البحر، فلما كان فى يوم الخميس رابع جمادى الآخرة صيدت ببلاد المنوفية. وصفتها أن لونها لون الجاموس، وهى بغير شعر، ولها آذان كآذان الجمل، وفرج مثل فرج الناقة تغطيه بذنب طوله شبر ونصف، طرفه كذنب


[١] هو شيخ الإسلام تقى الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية المتوفى سنة ٧٢٨ هـ وانظر دول الإسلام ٢: ١٨٠، والوافى بالوفيات ٧: ١٥، والبداية والنهاية ١٤: ١٣٥، وذيل طبقات الحنابلة ٢:
٣٨٧، والدرر الكامنة ١: ١٥٤، وفوات الوفيات: ١: ٣٥، وشذرات الذهب ٦: ١٨٠، والنجوم الزاهرة ٩: ٢٧١.
[٢] هو قاضى القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبى الحسن بن عبد الوهاب الأنصارى الحنفى المعروف بابن الحريرى المتوفى سنة ٧٢٨ هـ وانظر الوافى بالوفيات ٤: ٩٠، وذيول العبر ص ١٥٧، والدرر الكامنة ٤: ١٥٨. والدليل الشافى ٢: ٦٥٣، وحسن المحاضرة ١: ٤٦٨. وشذرات الذهب ٦: ٨٨.