ذكر مكاتبة المعزّ لدين الله القرمطىّ وجواب القرمطىّ له
قال بعض المؤرخين: لما استقر المعز بالقاهرة أهمه أمر الأعصم القرمطىّ فرأى أن يكتب إليه كتابا يعلمه فيه أن المذهب واحد. وأن القرامطة [منهم]«١» استمدّوا وهم سادتهم فى هذا الأمر. وبهم وصلوا إلى هذه الرتبة، فكتب إليه المعز كتابا مشحونا بالمواعظ وضمّنه من أنواع الكفر ما لا يصدر إلا عن مارق من الدين.
كان عنوان الكتاب:
«من عبد الله ووليّه، وخيرته وصفيّه، معدّ أبى تميم بن إسماعيل، المعزّ لدين الله أمير المؤمنين، وسلالة خير النّبيين، ونجل [على] «٢» أفضل الوصيّين إلى الحسن بن أحمد.
وأول الكتاب:
«رسوم النطقاء، ومذاهب الأئمة والأولياء «٣» ، ومسالك الرّسل والأنبياء «٤» ، السّالف منهم والآنف «٥» ، صلى الله «٦» علينا وعلى آبائنا أولى الأيدى والأبصار، فى متقدّم الدهور والأكوار، وسالف الزمان والأعصار.