للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر وفد خولان]

قال: قدم وفد خولان «١» على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فى شعبان سنة عشر، وهم عشرة نفر، فقالوا: يا رسول الله، نحن مؤمنون بالله مصدّقون برسوله، ونحن على من وراءنا من قومنا، وقد ضربنا إليك آباط الإبل. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما فعل عمّ أنس» «٢» صنم لهم؛ فقالوا: بشرّ وعرّ «٣» ، أبدلنا الله به ما جئت به، ولو قد رجعنا إليه هدمناه. وسألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أشياء من أمر دينهم، فجعل يخبرهم بها، وأمر من يعلّمهم القرآن والسّنن، وأنزلوا فى دار رملة بنت الحارث، وأجريت عليهم الضيافة، ثم جاءوا بعد أيام يودّعونه، فأمر لهم بجوائز ثنتى عشرة أوقية ونشّ، ورجعوا إلى قومهم، فلم يحلّوا عقدة حتى هدموا عمّ أنس. وممن أسلم من خولان أبو مسلم الخولانىّ العابد «٤» ، واسمه عبد الله بن ثوب، ولم ير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنما قدم المدينة بعد وفاته، وله خبر عجيب مع الأسود العنسىّ، نذكره فى أخباره فى خلافة أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه.