للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووقف على كل من هذه الجوامع الثلاثة من الأوقاف ما يعرف ريعها فى مصالحه- أثاب الله تعالى واقفيها

وفيها فى يوم الثلاثاء الحادى والعشرين من ذى الحجة عقد السلطان بدار السعادة مجلسا حضره القضاة والفقهاء وأحضر الفقيه زين الدين عبد الرحمن ابن عبيدان البعلبكى الحنبلى وأحضر خطه أنه رأى الحق سبحانه وشاهد الملكوت الأعلى ورأى الفردوس ورفع إلى فوق العرش وسمع الخطاب وقيل له قد وهبتك حال الشيخ عبد القادر [١] وأن الله تعالى أخذ شيئا كالرداء فوضعه عليه وأنه سقاه ثلاثة أشربة مختلفة الألوان وأنه قعد بين يدى الله تعالى مع محمد وإبراهيم وموسى وعيسى والخضر عليهم السلام، وقيل له إن هذا مكان لا يجاوزه وليا قط وقيل له إنك تبقى قطبا عشرين سنة وذكر أشياء أخر فاعترف أنه خطه فأنكر عليه فبادر وجدد إسلامه وحكم قاضى القضاة الشافعى بحقن دمه وأمر بتعزيره فعزر وطيف به فى البلد وحبس أياما ثم أفرج عنه، وكان قد أذن له فى الفتيا وعقود الأنكحة فمنع من ذلك.

[وفى هذه السنة فى يوم الجمعة الثالث والعشرين]

من شهر ربيع الآخر توفى الأمير شمس الدين سنقر الكمالى [٢] الحاجب كان فى معتقله بقلعة الجبل، وكان قبل ذلك معتقلا بالكرك فرسم بإحضاره وإحضار الأمير سيف الدين كراى فأحضرا وما شكا ولا شك الناس فى الإفراج عنهما، فاعتقلا بقلعة الجبل ببرج فمات الأمير شمس الدين الآن رحمه الله تعالى وتوفى قاضى القضاة زين الدين أبو الحسن على بن الشيخ رضى الدين القاسم مخلوف بن تاج الدين أبى المعالى ناهض المالكى النويرى الجزولى [٣] ، وكانت وفاته فى ليلة الأربعاء الحادى عشر من جمادى الآخرة بمنزله بالقاهرة، ودفن فى يوم الأربعاء عند الزوال بتربته بسفح المقطم- رحمه الله تعالى-


[١] المقصود هو عبد القادر الجيلانى صاحب الطريقة القادرية، توفى سنة ٥٦١ هـ، وانظر ترجمته فى شذرات الذهب ٤: ١٩٨.
[٢] انظر النجوم الزاهرة ٩: ٢٤٣.
[٣] هو على بن مخلوف بن ناهض بن مسلم النويرى المالكى قاضى القضاة زين الدين. وانظر البداية والنهاية ١٤: ٩٠، والدرر الكامنة ٣: ٢٠٢، وشذرات الذهب ٦: ٤٩.