للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الركب العراقى قد حضر فى هذه السنة إلى مكة شرفها الله تعالى وأحضر متوليه المندوب من جهة الملك أبى سعيد بن خربندا معه فيلا صغيرا، وشهد به الموقف بعرفة، فتطاير الناس، وتشاءموا بمقدمه، وقال بعضهم: «هذا عام الفيل» فوقع ما وقع، فلما رجعوا به، وقربوا من المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وانتهوا إلى الفرش [١] الصغير قبل البيداء الذى ينزل منها إلى ذى الحليفة، وقف الفيل وتقهقر، وكلما أرادوه على التقدم تأخر، فضربه الموكّلون به، وبقى يرجع إلى ورائه القهقرى، فلم يزل على ذلك إلى أن سقط على الأرض ميتا، وذلك فى يوم الأحد ثالث عشر ذى الحجة، ويقال: أنه صرف على كلفة هذا الفيل منذ جهّز من [العراق] [٢] إلى أن مات زيادة على ثلاثين ألف درهم، وما علم مقصد الملك أبى سعيد فى إرساله إلى مكة شرفها الله تعالى [٣] / (٢٧٧) .

[ذكر متجددات كانت بدمشق المحروسة فى سنة ثلاثين وسبعمائة مما نقلته من تاريخى البرزالى، والجزرى]

فى هذه السنة فى مستهل شهر ربيع الأول حضر نائب السلطنة/ بالشام [٤] [الأمير سيف الدين تنكز إلى الجامع الأموى بدمشق وصحبته قاضى القضاة علم الدين الشافعى، وشاهد الجامع، فاقتضت الآراء أن ينقض الرخام القائم بالجدار القبلى من الجهة الشرقية ومحراب الصحابة، وأن يجدد بشبه]


[١] الضبط من: مراصد الاطلاع ٣/١٠٢٧ قال: وهو واد بين غميس الحمائم وملل، وفرش وصخيرات الثمام منازل نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار إلى بدر.
[٢] فى ك من الحجاز، وهو خطأ والصواب ما أثبتناه من «أ» ص ٢٧٦ والسلوك (٢/٣٢٥) وقد أورد المقريزى فيه هذا الخبر بعبارة أوضح مما ذكره النويرى هنا.
[٣] ورد هذا الخبر موجزا فى النجوم (٩/٢٨٢ و ٢٨٣) وفيه زيادة على ما أورده النويرى هنا والمقريزى فى السلوك هى: «أن الملك الناصر لما أخبر بما وقع جهز إلى مكة عسكرا كثيفا، وعليه عدة من الأمراء فتوجهوا وأخذوا بثأر الدمر وابنه، وقتلوا جماعة كثيرة من العبيد وغيرهم، وأسرفوا فى ذلك، وتشتت أشراف مكة والعبيد عن أوطانهم وأخذت أموالهم، وحكمت الترك مكة من تلك السنة إلى يومنا هذا (٨٧٤ هـ) ، وزالت منها سطوة أشراف الرافضة والعبيد إلى يومنا هذا.
[٤] ما بعد الحاصرة زيادة من نسخة أ، تقع فى الصفحات من (٢٧٧ إلى السطر العاشر من ص ٢٨٤) منها ولم نجد ما يقابلها فى نسخة ك، وقد رأينا إثباتها لورود ما اشتملت عليه فى السلوك والنجوم ضمن حوادث هذه السنة، ولاشتمالها على وفيات أوردها ابن العماد فى الشذرات ج ٦ فى هذه السنة أيضا.