ميامنها؛ حتى تقرّرت على أجمل قاعدة، وتحرّرت على أكمل فائدة؛ وسنزيد ما قدّمناه من هذه الفصول وضوحا وتبيانا، ونقيم على تفصيل مجملها وبسط مدمجها أدلّة وبرهانا.
[ثم الكتابة «١» بحسب من] يحترفون بها على أقسام:
وهى كتابة الإنشاء، وكتابة الديوان والتصرّف، وكتابة الحكم والشروط، وكتابة النّسخ، وكتابة التعليم؛ ومنهم من عدّ فى الكتابة كتابة الشرط «٢» ، ولم نرد ذكرها تنزيها لكتابنا عنها، ولا حكمة فى إيرادها.
ولنبدأ بذكر كتابة الإنشاء وما يتعلّق بها.
ذكر كتابة الإنشاء وما اشتملت عليه من البلاغة والإيجاز والجمع فى المعنى الواحد بين الحقيقة والمجاز؛ والتلعب بالألفاظ والمعانى والتوصّل إلى بلوغ الأغراض والأمانى
ولنبدأ من ذلك بوصف البلاغة وحدّها والفصاحة:
[فأما البلاغة]
- فهى أن يبلغ الرجل بعبارته كنه ما فى نفسه. ولا يسمّى البليغ بليغا إلا إذا جمع المعنى الكثير فى اللفظ القليل، وهو المسمّى إيجازا.
وينقسم الإيجاز إلى قسمين: إيجاز حذف، وهو أن يحذف شىء من الكلام وتدلّ عليه القرينة، كقوله تعالى:(وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها)
والمراد أهل القرية وكقوله تعالى:(وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى)
والمراد ولكن البرّ برّ من اتقى، وكقوله تعالى:
(وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا)
والمراد من قومه، وقوله تعالى:(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ)