للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخلت سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

فى هذه السنة فى المحرم لقّب المستكفى بالله نفسه إمام الحق، وضرب ذلك على الدنانير والدارهم، وكان يخطب له بلقبين إمام الحق والمستكفى بالله.

[ذكر وفاة توزون وامارة ابن شيرزاد]

فى هذه السنة فى المحرم مات توزون ببغداد، وكانت مدة إمارته سنتين وأربعة أشهر وتسعة عشر يوما. ولما مات كان ابن شيرزاد كاتبه ببغداد بهيت ليخلّص أموالها، فلما بلغه الخبر أراد عقد/ الإمارة لناصر الدولة بن حمدان فاضطرب الجند، وعقدوا الرياسة عليهم لابن شيرزاد فعاد إلى بغداد ونزل بباب حرب «١» فى مستهل صفر. وخرج إليه الأجناد جميعهم وحلفوا له ووجّه إلى المستكفى بالله ليحلف له فأجابه إلى ذلك، وحلف له بحضرة القضاة والعدول ودخل إليه وولاه إمرة الأمراء. فزاد الأجناد زيادة كثيرة فضاقت عليه الأموال، فأرسل إلى ناصر الدّولة يطالبه بحمل المال ويعده بردّ الرياسة إليه، فأرسل له خمسمائة ألف درهم ففرقها فى عسكره فلم تغن شيئا، فقسط أرزاق الجند على العمال والكتّاب والتجار وغيرهم، وظلم الناس ببغداد. واستعمل على واسط ينال كوشة وعلى تكريت الفتح اليشكرى، فأما ينال فإنه كاتب معز الدولة بن بويه واستقدمه وصار معه، وأما الفتح فإنه التحق بناصر الدولة بن حمدان وصار معه فأقره على تكريت.