للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما يعطيهم المخدوع من انقياده وطاعته، على باطن أمره من شكّه واضطرابه، وكيف موقع ذلك منه، ومنها التوثّق بالأمن من كشف أحوالهم وانتشار أمورهم، إلا بعد توطئه ما يريدونه حالا فحالا، ومنها أن يرسموه بالذل والطاعة لهم والرضى منه بأن يكون منقادا، تابعا لهم ومكبرا، وإلا فإنّ نكث الأيمان وقلة الاكتراث بها والفكر فيها والاعتداد بها، هو دينهم عند البلوغ إلى غايتهم التى يجرون إليها، وإنّما يجعلون ذلك مانعا لأهل هذه الطبقات، ما داموا مستشعرين للعمل بالديانات، فإن سمح المدعو باعطاء عهده وتصاغر لهم بقوة اضطراب قلبه وشكّه قالوا له حينئذ: أعطنا جعلا من مالك، وغرما نجعله مقدّمة أمام كشفنا لك الأمور وتعريفك إياها، وكان ذلك مما يستظهرون به عليه بالاستدلال به أيضا على قوّة شكّه وتعلّق نفسه، وظهريا لهم على الاستعانة على أمرهم وتمكينهم لدعوتهم، ثم رسموا فى مبلغ ذلك رسما بحسب ما يراه الداعى في أمره صلاحا، وإن امتنع عليهم المخدوع في رتبة العهد واعطائه الداعى، أو في رتبة العزم وعطيّته أمسكوا عنه وزادوه أبدا في شكّه وحيرته.

فهذا حال الدعوة الأولى ووصفها وما تدرّج به الدعاة المخدوعين

[ذكر صفة الدعوة الثانية]

قال الشريف رحمه الله: فإذا قبل المخدوع الرتبة الأولى وحصل عليها اعتقد تهمة الأمّة، فيما نقلته عمّن، كان قبلها من علماء المسلمين، وقوى شكّه في ذلك ثم تقرّر في نفسه أن الله تعالى لم يرض في إقامة حقه وما شرعه لعباده إلا فأخذ ذلك عن أئمة نصبهم لهم