وإيلغازى، ابنى أرتق «١» ، وجماعة من أقاربهما وخلق كثير من الأتراك.
فراسلهما يلتمس منهما تسليم البيت المقدّس من غير حرب ولا سفك، فلم يجيباه لذلك. فنصب المجانيق وهدم منه قطعة، وقاتل، فاضطرّا لتسليمه فسلّماه له، فخلع عليهما وأطلقهما. وعاد الأفضل إلى مصر «٢» .
ونقل محمد بن على بن يوسف بن جلب راغب فى تاريخ مصر أن الأفضل لمّا رجع من بيت المقدس مرّ بعسقلان، وكان فى مكان دارس بها رأس الحسين بن على، رضى الله عنهما، فأخرجه وعطّره وطيّبه، وحمل فى سفط إلى أجلّ دار بها، وعمر المشهد، ولما تكامل حمل الأفضل الرأس على صدره وسعى ماشيا إلى أن ردّه إلى مقره، ثم نقل إلى مصر على ما نذكره إن شاء الله. وقيل إن المشهد [بعسقلان]«٣» ابتدأ بعمارته بدر الجمالى وكمّله الأفضل «٤» .
[ذكر استيلاء الفرنج على ما نذكره من البلاد الإسلامية بالساحل والشام والبيت المقدس]
لم يكن جميع ما استولوا عليه مما نذكره داخلا فى ملك الدولة العبيديّة، بل كان منه ما هو فى أيدى نوّاب المستعلى وما هو بيد الملوك الذين تغلّبوا على الأطراف، ولم يكن أيضا فى أيام المستعلى خاصّة. وإنما وردناه بجملته فى