للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر عصيان الملك الملك المظفّر شهاب الدين غازى على أخيه الملك الأشرف وقتاله، وانتصار الملك الأشرف

وفى هذه السنة، عاد الملك الأشرف موسى من الديار المصرية، من عند أخيه الملك الكامل. فلما وصل إلى دمشق، تلقاه أخوه الملك المعظم عيسى، وعرض عليه النزول بالقلعة. فامتنع، ونزل بجوسق أبيه. وبدت الوحشة بين الإخوة: الكامل والمعظم والأشرف.

وركب الأشرف من الجوسق فى وقت السحر، فسار ونزل ضمير «١» .

ولم يعلم المعظم برحيله. وسار يطوى البلاد إلى حرّان. وكان الأشرف قد استناب أخاه الملك المظفر شهاب الدين غازى، صاحب ميّافارقين، بخلاط، لما توجه إلى مصر، وجعله ولىّ عهده، ومكّنه فى جميع بلاده.

فسوّلت له نفسه العصيان، وحسّنه له أخوه الملك المعظم، وغيره، ووعدوه المساعدة والإنجاد على أخيه الأشرف.

فسار الأشرف من حرّان إلى سنجار. وكتب إلى أخيه غازى أن يحضر إليه، فامتنع. فكتب إليه ثانيا، يحذّره عاقبة العصيان، ويلاطفه ويقول له: أنت ولىّ عهدى، والبلاد والخزائن بحكمك، فلا تخرّب بيدك وتسمع كلام أعدائك. فأصرّ على العصيان.

(معجم البلدان: ج ٤- ٤٤١)