عن ترمذ، ثم عاد إلى العصيان في سنة سبع وسبعين، وأخذه السلطان وسمله.
وفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة مات للسلطان ملكشاه ولد اسمه داود، فجزع عليه جزعا شديدا، ومنع من دفنه حتى تغيرت رائحته، وأراد أن يقتل نفسه، فمنعه خواصه.
ذكر قتل أبى المحاسن بن أبى الرضا «١»
وفي سنة ست وسبعين «٢» وأربعمائة في شوال قتل سيد الرؤساء أبو المحاسن بن كمال الملك أبى الرضا، وكان قد قرب من السلطان ملكشاه قربا عظيما، وكان أبوه يكتب الطغراء، فقال أبو المحاسن للسلطان: سلم إلىّ نظام الملك وأصحابه، وأنا أحمل إليك منهم ألف ألف دينار، فإنهم يأكلون الأموال، ويقتطعونها «٣» ، وعظم عنده ذخائرهم، وأموالهم «٤» ، فبلغ ذلك نظام الملك، فعمل سماطا عظيما.
وأقام عليه مماليكه، وهم ألوف من الأتراك، وأقام خيلهم، وجعل سلاحهم على جمالهم، فلما حضر السلطان، قال له: إنى قد خدمتك، وخدمت أباك وجدك، ولى حق خدمة، وقد بلغك أخذى لعشر أموالك، وقد صدق الناقل، هذا أنا آخذه وأصرفه إلى هؤلاء الغلمان الذين جمعتهم لك، وإلى الصدقات، والصلات، والوقوف التى عظم ذكرها،