للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليك رسول الله خبّت مطيّتى ... تجوب الفيافى من عمان إلى العرج

لتشفع لى يا خير من وطئ الحصا ... فيغفر لى ربى فأرجع بالفلج «١»

إلى معشر خالفت فى الله دينهم ... فلا رأيهم رأيى ولا شرجهم شرجى «٢»

وكنت امرأ بالعهر «٣» والخمر مولعا ... شبابى حتى آذن الجسم بالنّهج «٤»

فبدّلنى بالخمر خوفا وخشية ... وبالعهر إحصانا وحصّن لى فرجى

فأصبحت همّى فى جهاد ونيّتى ... فلله ما صومى ولله ما حجّى

قال مازن: فلما رجعت إلى قومى أنّبونى وشتمونى، وأمروا شاعرهم فهجانى، فقلت إن هجوتهم فإنما أهجو نفسى، فتركتهم، قال: ثم إن القوم ندموا وكنت القيّم بأمورهم، فقالوا ما عسى أن نصنع به، فجاءنى منهم أزفلة «٥» عظيمة فقالوا: يابن عمّ، عبنا عليك أمرا فنهيناك عنه، فإذ أبيت فنحن تاركوك، ارجع معنا، فرجعت معهم، فأسلموا بعد كلّهم.

ومازن هذا هو الذى أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض عمان.

[ومنه ما روى عن جبير بن مطعم عن أبيه قال:]

كنا جلوسا عند صنم لنا، فإذا صائح يصيح من جوفه: اسمعوا إلى العجب، وتوقّعوا حادثا قد اقترب، استراق السمع ذهب، وترمى [الجنّ] بالشهب، لنبىّ من العرب، هاشمىّ النسب،