[ذكر مسير المولد لحرب صاحب الزنج وانتصار صاحب الزنج]
وفي ذى القعدة من السنة أمر المعتمد على الله المولّد بالمسير إلى البصرة لحرب الزنج، فسار فنزل الأبلّة فسيّر صاحب الزنج يحيى ابن محمد لحربه، فسار إليه فقاتله عشرة أيام، ثم وطّن المولّد نفسه على المقام، فكتب صاحب الزنج إلى يحيى يأمره بتبييت المولّد، وسيّر إليه أبا الليث الأصفهانى فبيّته، ونهض المولّد فقاتله تلك الليلة ومن الغد إلى العصر، ثم انهزم عنه ودخل الزنج عسكره فغنموا ما فيه، واتبعه يحيى إلى الجامدة فأوقع بأهلها، ونهب تلك القرى وسفك ما قدر عليه من الدماء، ثم رجع إلى نهر معقل.
[ذكر الحرب بين منصور الخياط والزنج وقتل منصور]
قال: وفي سنة ثمان وخمسين ومائتين قتل منصور بن جعفر الخياط، وسبب ذلك أن صاحب الزنج لما فرغ من أمر البصرة أمر على بن أبان بالمسير إلى جبىّ، لحرب منصور بن جعفر وهو يومئذ يلى الأهواز، فأقام بازائه شهرا وكان منصور في قلّة من الرجال، ثم وجّه صاحب الزنج جلّة أصحابه مع أبى الليث الأصفهانى، وأمره بطاعة على بن أبان فلما صار إليه خالفه واستبدّ، وجاء منصور كما كان يجىء للحرب، فتقدّم إليه أبو الليث عن غير إذن علىّ، فظفر به منصور وقتل من الزنج خلقا كثيرا، وأفلت أبو الليث ورجع إلى