للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برجلها اليسرى وتأمّلتها قلما قلما فلم ترض شيئا منها؛ فأخذت السّكين وبرت لنفسها قلما وشقّته وقطّته، واستدعت ورقة فأمسكتها برجلها اليمنى، وكتبت باليسرى بأحسن خطّ ما تكتب النّساء بأيديهنّ مثله، وحمدت الله فى آخر الرّقعة، وناولتها للوزير. فتناولها فوجدها قد سألته الزّيادة فى راتبها؛ فزادها، وأعادها إلى بلدها «١» .

وفيها بنى رضوان المدرسة المعروفة به بالإسكندريّة «٢» ، واستدعى الفقيه أبا طاهر بن عوف «٣» إلى حضرته وأسند إليه تدريسها.

[ذكر خروج رضوان من الوزارة وما كان من أمره إلى أن قتل]

وفى شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة أحضر الحافظ بهرام الأرمنى من الصّعيد، وأسكنه فى القصور وأكرمه، فعظم ذلك على الأفضل رضوان، فشغب الحافظ عليه الجند، فقام بعضهم عليه، وجرت بينهم حرب بالقاهرة. وطلب رضوان أن يسكن مع الحافظ فى القصور، فلم يمكّنه. فتزايد الحال على الأفضل وضعفت قدرته عن لقاء العساكر، فهرب إلى الشام، وذلك فى منتصف شوال منها، وقصد