وغياث الدين يحسن السيرة في رعيته، والناس يشكون إليه حالهم، وهو يدبر ملكه إلى أن قوى أمره، وكثرت أتباعه، واشتد بأسه.
[ذكر ملك غياث الدين غزنة]
قال: ولما قوى أمر غياث الدين، وتمكن في ملكه، وزاد طغيان الغز، وأذاهم للناس، جهز جيشا كثيفا مع أخيه شهاب الدين إلى غزنة، وفيه أصناف الغورية، والخراسانية، والخلج، فساروا إليها، فلقيهم الغزو اقتتلوا، فانهزمت الغورية أولا، ثم كانت الدائرة على الغز، فقتل أكثرهم، ودخل شهاب الدين غزنة، وتسلمها وأحسن السيرة في أهلها، وأفاض العدل، وسار منها إلى كرمان، وسوران «١» ، فملكها، ثم تعدى بعد ذلك إلى السند، وقصد العبور، إلى بلد، وملك لهاوور، وملكها يومئذ خسروشاه بن بهرام شاه، فسار فيمن معه إلى ماء السند، فمنعه من العبور فرجع عنه، وقصد خرشابور، فملكها، وما يليها من جبال الهند، وأعمال [الأفغان]«٢» ورجع..
[ذكر ملك شهاب الدين لهاوور وانقراض الدولة الغزنوية]
وفي سنة تسع وخمسين «٣» وخمسمائة سار شهاب الدين إلى لهاوور في جمع عظيم، وحشد كبير، فحصرها، وتهدد أهلها إن