وقد سئل عن منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أى عود هو؟ فقال: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة- امرأة سماها- فقال:«مرى غلامك النجار يعمل لى أعوادا أكلّم الناس عليها» ، فعمل هذه الثلاث درجات من طرفاء الغابة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضعه فى هذا الموضع. وقد روى عن باقوم الرومىّ أنه قال: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا من طرفاء، ثلاث درجات: القعدة ودرجتيه؛ رواه عنه صالح مولى التّوءمة «١» . حكاه أبو عمر فى ترجمة باقوم. ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه كان من حنين الجذع ما نذكره إن شاء الله تعالى فى معجزاته صلى الله عليه وسلم.
وفى هذه السنة أسلم عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة، على ما نشرح ذلك.
[ذكر إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة]
كان سبب إسلامهم على ما حكاه محمد بن إسحاق بسنده يرفعه إلى عمرو بن العاص، قال عمرو: لما انصرفنا مع الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأيى، ويسمعون منّى، فقلت لهم: تعلّموا والله أنى أرى أمر محمد يعلو الأمور علوّا منكرا، وإنّى قد رأيت أمرا فما ترون فيه؟ قالوا: وماذا رأيت؟ قال: رأيت أن نلحق بالنّجاشى فنكون عنده، فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النّجاشىّ، فإنّا أن نكون تحت يديه أحبّ إلينا من أن نكون تحت يدى محمد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا، فلن يأتينا منهم إلا خير. قالوا: إن هذا