للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاث صراحيّات «١» صرفا، ودخل على الوليد وهو يخطر في مشيته، فلما بلغ باب المجلس وقف ولم يسلّم وأخذ بحلقة الباب ثم رفع صوته فغنّى:

لا عيش إلا بمالك بن أبى السّمح ... فلا تلحنى ولا تلم

أبيض كالبدر أو كما يلمع ال ... بارق في حالك من الظّلم

فليس يعصيك إن رشدت ولا ... يهتك حقّ الإسلام والحرم

يصيب من لذّة الكرام ولا ... يجهل آى الترخيص في اللّمم

يا ربّ ليل لنا كحاشية ال ... برد ويوم كذاك لم يدم

نعمت فيه ومالك بن أبى السّمح ... الكريم الأخلاق والشّيم

فطرب الوليد ورفع يديه حتى بان إبطاه وقام فاعتنقه، ثم أخذ في صوته ذلك فلم يزالوا فيه أياما، وأجزل له العطيّة حين أراد الانصراف. قال: ولما أتى مالك على قوله: «أبيض كالبدر» قال الوليد:

أحول كالقرد أو كما يرقب السّارق ... فى حالك من الظّلم

قالوا: وكان مالك بن أبى السمح مع الوليد بن يزيد يوم قتل هو وابن عائشة.

قال ابن عائشة: وكان مالك من أحمق الخلق، فلما قتل الوليد قال: اهرب بنا؛ قلت: وما يريدون منّا؟ قال: وما يؤمنّك أن يأخذوا رأسينا فيجعلوا رأسه بينهما ليحسّنوا أمرهم بذلك!.

[ذكر أخبار يونس الكاتب]

هو يونس بن سليمان بن كرد بن شهريار من ولد هرمز، مولى «٢» لعمرو بن الزبير، ومنشؤه ومنزله بالمدينة، وكان أبوه فقيها فأسلمه في الديوان وكان من كتابه. وأخذ