حجب الله عن الحاجب المظفّر أعين النائبات، وقبض دونه أيدى الحادثات.
وجاء منها: ورد له كتاب كريم جعلته عوض يده البيضاء فقبلته، ولمحته بدل غرّته الغرّاء فأجللته؛ كتاب ألقى عليه الحبر «١» حبره، وأهدى اليه السحر فقره؛ أنذر «٢» ببلوغ المنى، وبشّر بحصول الغنى؛ تخيّر له البيان فطبّق مفصله، ورماه البنان «٣» فصادف مقتله؛ ووصل معه المملوك والمملوكة اللذان سمّاهما هديّة، وتنزّه كرما أن يقول عطيّة؛ همّة ترجم السّماكين، ونعمة تملأ الأذن والعين؛ وما حرّك- أيده الله- بكتابه ساكنا بحمده، ولا نبّه نائما عن قصده؛ كيف وقد طلعت الشمس التى صار بها المغرب شرقا، وهبّت الريح التى صار بها الحرمان رزقا؛ صاحب لواء الحمد، وفارس ميدان المجد.
وهى رقعة طويلة قد ذكرنا منها فى المديح فصلا لا فائدة فى إعادته.
[ومن كلام أبى حفص عمر بن برد الأصغر الأندلسى،]
فمن ذلك أمان كتبه لمن عصى وعاود الطاعة:
أما بعد، فإن الغلبة لنا والظهور عليك جلباك «٤» إلينا على قدمك، دون عهد ولا عقد يمنعان من إراقة دمك؛ ولكنا بما وهب الله لنا من الإشراف على سرائر «٥»