قال العماد الأصفهانى: ونمى الخبر بوصول ملك الألمان «١» إلى قسطنطينية فى ثلاثمائة ألف مقاتل على قصد العبور إلى بلاد الإسلام.
فاستنفر الملك الناصر الجيوش والعساكر من كلّ جهة، وجهّز القاضى بهاء الدين شدّاد وأمره بالمسير إلى الدّيوان العزيز ببغداد «٢» وأن يمرّ على صاحب سنجار «٣» ، وصاحب الموصل «٤» ، وصاحب إربل «٥» ، ويستدعيهم بأنفسهم وعساكرهم.
قال ابن شدّاد: فسرت فى حادى عشر شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمسمائة، وأبلغت الرّسائل، فأجابوا إلى ذلك، فعدت فى خامس شهر ربيع الأول سنة ستّ وثمانين، وسبقت العساكر «٦» .
ثم وصلت العساكر عند انقضاء الشتاء فى شهر ربيع الأول وأمده الخليفة بحمل من النّفط الطّيّار وحملين من القنا، وتوقيع بعشرين ألف دينار يقبض على الدّيوان العزيز من التجار، وخمسة من الزّرّاقين.