رائق، ثم عطف عليهم بعد ذلك وعمل بهم أعمالا تمنّوا أيام ابن رائق وعدّوها أعيادا!
[ذكر الوحشة بين محمد بن رائق والبريدى والحرب بينهما]
فى هذه السنة ظهرت الوحشة بينهما، وكان لذلك أسباب منها أن ابن رائق لما عاد إلى بغداد أمر بظهور من اختفى من الحجرية، واستخدم منهم نحو ألفى رجل، وأمر من بقى بطلب أرزاقهم؛ فخرجوا [من بغداد] والتحقوا بأبى عبد الله البريدىّ فأكرمهم وأحسن إليهم وذمّ ابن رائق وعابه، وكتب إلى بغداد يقول: إنى خفتهم فلهذا قبلتهم! وجعلهم طريقا إلى قطع ما استقر عليه من المال، وذكر أنهم اتفقوا مع الجيش الذى عنده ومنعوه من حمل المال؛ فأنفذ إليه ابن رائق يلزمه بإيفادهم فاعتذر ولم يفعل.
ومنها أنه بلغه ما ذمّه به عند أهل البصرة فساءه ذلك وبلغه مقام إقبال فى جيشه بحصن مهدى فعظم عليه، فأمر الكوفى أن يكتب/ إلى البريدى يعاتبه على هذه الأشياء ويأمره بإعادة عسكره من حصن مهدىّ، فكتب إليه فى ذلك فأجاب «أن أهل البصرة يخافون القرامطة وأنّ ابن يزداد عاجز عن حمايتهم وقد تمسكوا لخوفهم بأصحابى» فسار ابن رائق إلى واسط فبلغ البريدى، فكتب إلى عسكره بحصن مهدىّ يأمرهم بدخول البصرة وقتال من منعهم «١» ،