وأما المؤيّد بالله فإنّه أقطعه جند حمص، وجند دمشق، وجند فلسطين «١» .
ذكر ظهور رجل يدعى النبوّة
وفيها ظهر رجل بسامرّا يقال له محمود بن الفرج «٢» النيسابورى، وزعم أنّه نبى وأنّه ذو القرنين، وتبعه سبعة وعشرون رجلا، وخرج من أصحابه ببغداد رجلان بباب العامة واثنان بالجانب الغربى، فأتى به وبأصحابه إلى المتوكل فضرب ضربا شديدا، وحمل إلى باب العامة فأكذب نفسه، وأمر أصحابه أن يصفعه كل واحد عشر صفعات ففعلوا، وأخذوا له كتابا فيه كلام قد جمعه وذكر أنّه قرآن، وأن جبريل نزل به عليه، ثم مات من الضرب فى ذى الحجة وحبس أصحابه، وكان فيهم شيخ يزعم أنّه نبى وأن الوحى يأتيه.
وفيها أمر المتوكل أهل الذمّة بلبس الطّيالسة العسلية، وشد الزنانير وركوب السروج بالركب الخشب، وعمل كرتين فى مؤخر السرج، وعمل رقعتين على لباس مماليكهم مخالفتين لون الثياب، قدر كل رقعة منهما أربع أصابع، ولون كل واحدة منهما غير لون الأخرى، ومن خرج من نسائهم تلبس إزارا عسليّا، ومنعهم من لباس المناطق، وأمر بهدم بيعهم المستحدثة، وبأخذ العشر من منازلهم، وأن يجعل على أبواب دورهم صور شياطين من خشب، ونهى أن يستعان بهم فى أعمال السلطان- ولا يعلمهم مسلم، ونهى أن يظهروا فى شعانينهم صليبا، وأن يشعلوا فى الطريق، وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض، وكتب بذلك إلى الآفاق.