الجار إلى باب الأفضل وشكوا ما حلّ بهم فأمر بعمارة حراريق «١» لجهّزها، ومنع الناس أن يحجّوا فى سنة أربع عشرة، وقطع الميرة عن الحجاز، فغلت الأسعار. وكان الأفضل قد كتب إلى الأشراف بمكة يلومهم على فعل صاحبهم، فكتب الشريف إلى الأفضل يعتذر، والتزم بردّ المال إلى أربابه، ومن قتل من التّجار فماله لورثته. وأعاد الأموال فى سنة خمس عشرة «٢» .
[ذكر مقتل الأفضل شاهنشاه أمير الجيوش ابن أمير الجيوش بدر الجمالى وشىء من أخباره]
كان مقتله فى يوم الأحد سلخ شهر رمضان سنة خمس عشرة وخمسمائة، وقد ركب من دار الملك بمصر فقتل عند كرسى الجسر «٣» ،؟؟؟ تلة الباطنية. قيل بمواطأة من الآمر لأنه كان قد ضاق منه لتحكّمه عليه ومنعه من شهواته، فقصد اغتياله إذا دخل عليه للسلام، فمنعه أبو الميمون عبد المجيد بن أبى القاسم، ابن عمه، وقال: إنّ هذا الأمر فيه من قبح الأحدوثة وسوء الشّناعة ما لا تحمد عاقبته، لأنّ هذا الرجل ما عرف له ولا لأبيه إلّا المودّة فى خدمة هذا البيت والذّب عنه، وإن قتلناه غيلة لا غنية أن