كانت وفاته في الرابع والعشرين من ذى الحجة سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وكان ابتداء مرضه في شعبان، فانقطع عن الركوب، وتزايد مرضه ودام، وأرجف بموته، فلما كان يوم عيد النحر، حضر الناس إلى دار السلطان، فأذن لهم في الدخول، وجلس السلطان وقد تكلف ذلك، حتى أكل الناس وانصرفوا، فلما انتصف الشهر أيس من نفسه، فأحضر ولده السلطان محمودا وقبله وبكيا، وأمره أن يخرج، ويجلس على تخت السلطنة، وينظر في أمور الناس، وكان عمره إذ ذاك قد زاد على أربع عشرة سنة، فقال لوالده «١» : إنه يوم غير مبارك، يعنى من طريق النجوم، فقال السلطان: صدقت يا بنى «٢» ولكن على أبيك، وأما عليك فمبارك بالسلطنة، فخرج وجلس على تخت السلطنة «٣» وبالتاج والسوارين، وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من الشهر أحضر الأمراء، وأعلموا بوفاة السلطان، وخطب لمحمود بالسلطنة.
وكان مولد السلطان محمد في ثامن عشر شعبان سنة أربع وسبعين ودعى «٤» له بالسلطنة ببغداد، فى الدفعة الأولى، فى يوم الخميس سابع عشر ذى الحجة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، وقطعت،