للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واستهلت سنة تسع وخمسين وستمائة]

فى هذه [السنة] كان السلطان فى ابتداء سلطنته أخبار متشعبة متباينة: منها ما هو فى حضرته بمقر ملكه بالديار المصرية؛ ومنها ما هو بدمشق، ومنها ما هو بحلب، وكل ذلك فى هذه السنة، وبعضه فى أواخر سنة ثمان وخمسين.

وقد رأينا أن نبدأ من ذلك بما كان فى مقر مملكته فى بعض هذه السنة خاصة، ثم نذكر ما كان بدمشق وحلب من الحوادث والوقائع إلى أن استقرت قواعد سلطنته وتأكدت أسباب دولته، ثم نذكر ما يشمل المملكة عموما، ثم نذكر بعد ذلك ما اتفق [له] من الأحوال، وما رتبه من الأمور، وما أمر به من العمائر والأوقاف وغير ذلك بمصر والشام، ونذكر الأخبار والوقائع على حكم السنين نقدم ما قدمه التاريخ ونؤخر ما أخره.

لا نستثنى مما نورده من أخبار دولته إلا الغزوات والفتوحات: فانا نذكرها مفردة، ونختم بها أخبار دولته، فإنها من الفتوحات الجليلة والغزوات المشهورة فأحببنا إيرادها فى موضع واحد، لئلا تنقطع بغيرها من أخباره، على ما نقف على ذلك إن شاء الله تعالى.

[فأما ما كان من الأخبار والحوادث فى مقر ملكه بالديار المصرية]

فمن ذلك ركوب السلطان من قلعة الجبل فى يوم الأثنين سابع صفر من السنة بشعار السلطنة، وساق خارج المدينة إلى باب النصر ودخل منه، وشق القاهرة وخرج من باب زويلة إلى قلعة الجبل، والأمراء وأعيان الدولة مشاة فى خدمته.