فحلفوا كلهم واتفقوا، وسيروا رسلهم إلى الملك الكامل يقولون: انهم معه صلحا، ما أقام بالديار المصرية ولم يخرج إلى الشام لفتح شىء من البلاد.
[ذكر وفاة الملك العزيز صاحب حلب وقيام ولده الملك الناصر]
وفى سنة أربع وثلاثين وستمائة، كانت وفاة الملك العزيز غياث الدين محمد، بن الملك الظاهر غازى، بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب- صاحب حلب، بها. ومولده فى ذى الحجة سنة تسع أو عشر وستمائة. وملك بعده ولده الملك الناصر صلاح الدن يوسف. وكان عمره يوم ذاك ست سنين. فقام بتدبير المملكة والدة أبيه، وهى ابنة الملك العادل.
وجعلت الأمير شمس الدين لؤلؤ أتابكه. ثم زوّجه السلطان الملك الكامل ابنته عاشورا شقيقة الملك العادل، فى تاسع عشر ذى الحجة من السنة.