للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر خبر خروج الدجّال وصفته

وما يكون من أمره الى أن ينزل عيسى عليه السلام قال كعب: إنّ الدجّال رجل طويل، عريض الصدر، مطموس العين اليمنى، واليسرى كأنها كوكب درّىّ، مكتوب بين عينيه: «كافر» ، يقرؤه كل كاتب أو غير كاتب. ويدّعى أنه الربّ، ومعه يومئذ جبل من خبز، وجبل من لحم، وأجناس الفواكه والخمور، ومعه أصحاب الملاهى يمشون بين يديه بالطبول والطنابير والمعازف والعيدان والنايات والصّنوج وغير ذلك، فلا يسمعه أحد إلا وتبعه وفتنه إلّا من عصمه الله. ويكون معه نار وجنّة، وهو يقول: من أطاعنى أدخلته الجنّة، ومن عصانى ولم يسجد لى ألقيته فى النار. قال: وعلامة خروجه أن تهبّ ريح مثل ريح قوم عاد، وتسمع صيحة عظيمة مثل صيحة قوم صالح، ويكون مسخا كمسخ أصحاب الرّس، وذلك عند ترك الناس الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

فإذا أخذوا فى سفك الدماء واستحلّوا الرّبا وشيّدوا البنيان وشربوا الخمور، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، فعند ذلك يخرج الدجّال من جهة المشرق من قرية يقال لها سيراباد «١» بين الأهواز وأصفهان، ويخرج على حمار له. قال: وهو أحمر الحاجبين، أشعر الأنف، تخرج من خلل أسنانه رائحة لا يشمّها أحد إلّا صار اليه نتنه، فى جبهته قرن مكسور تخرج منه الحيّات والعقارب، محدودب الظهر، قد صوّرت آلات السلاح فى جسده حتى الرمح والفأس والسهم والدّرق. وهو يتناول السحاب بيده، ويخوض البحار الى كعبيه، ويستظلّ فى ظلّ أذن حماره خلق كثير من أولاد الزّنا، عليهم خفاف مخروطة، لخفافهم مناقير كمناقير العقبان، لأصابعهم أظافير كالمناجل، ومعه قوم