كانت بلاطنس جارية فى مملكة الملك الناصر صلاح الدين يوسف صاحب الشام، فلما دخل التتار البلاد استولى عليها الأمير مظفر الدين عثمان صاحب صهيون «٢» ، فطلب السلطان منه رد هذا الحصن، فصار يدافع ويقول:«أنا من جملة النواب» . فلما توجه السلطان إلى أنطاكية سير إليه هدية ردها السلطان عليه، وسيّر جماعة من عسكر حلب أغاروا عليها. فتوالت رسله «٣» بالإذعان بالتسليم ويطلب قرية توقف عليه، فعين السلطان له قرية الحلمة «٤» من بلد شيزر، ووقفها عليه وعلى أولاده، وقرر أن يعطى صاحب بلاطنس شيئا من بلد صهيون فقرر له السلطان منها بلادا تغل «٥» ثلاثين ألف درهم، وتسلمت بلاطنس منه فى سادس عشر شهر رمضان سنة سبع وستين وستمائة.
وهذا الحصن من جملة معاقل الإسلام الحصينة لأنه برى بحرى سهلى، ما أخذ بالسيف قط، بناه رجال يعرفون ببنى الأحمر من أهل الجبال وحصنوه، فلما سمع بهم قطبان أنطاكية المسمى ببقيطا عاجلهم قبل إتمامه فملكه بالأمان، وأخذ فى تحصينه وإتمام بنائه، وذلك فى سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. فلما كان