للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر خروج صالح بن مسرح التميمى وشبيب بن يزيد بن نعيم الشيبانى]

قال: كان صالح بن مسرّح «١» التميمى رجلا ناسكا مصفرّ الوجه صاحب عبادة، وكان بدارا وأرض الموصل والجزيرة، وله أصحاب يقرئهم القرآن والفقه، ويقصّ عليهم، فدعاهم إلى الخروج وإنكار المظالم وجهاد المخالفين لهم، فأجابوه إلى ذلك، فبينما هم فى ذلك إذ ورد عليهم «٢» كتاب شبيب يقول [له] «٣» : إنك كنت تريد الخروج، فإن كان ذلك من شأنك اليوم فأنت شيخ المسلمين، ولن نعدل بك أحدا، وإن أردت تأخير ذلك فأعلمنى؛ فإنّ الآجال غادية ورائحة، ولا آمن أن تختر منى المنيّة، ولم أجاهد الظّالمين.

فكتب إليه صالح: إنه لم يمنعنى من الخروج إلا انتظارك، فاخرج إلينا، فإنك ممن لا يستغنى عن رأيه، ولا تقضى دونه الأمور.

فلما قرأ شبيب كتابه دعا نفرا من أصحابه؛ منهم أخوه مصاد «٤» ابن يزيد، والمحلّل «٥» بن وائل اليشكرى وغيرهم «٦» ، وخرج بهم