للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بركياروق، وحاصره بها حصارا شديدا حتى ضاقت الميرة، واستمر الحصار إلى عاشر ذى الحجة، واقترض محمد أموال الأعيان، ثم فارق البلد في مائة وخمسين فارسا، ومعه الأمير ينال، فاستخلف على البلد جماعة من الأمراء الأكابر، وبعث السلطان في طلبه، فلم يدرك، وسار محمد، ووصل إلى «ساوة» ، واجتمع عليه عسكره الذى كان بكنجه، وأعمالها، ورحل إلى همذان، وبلغ جمعه ستة آلاف فارس، وأقاموا إلى آخر المحرم سنة ست وتسعين وأربعمائة، وأتاهم الخبر بقصد بركياروق لهم، فاجتمع على محمد جماعة أخرى، والتقوا على باب «خوى» ، وهو المصاف الخامس، وكان الظفر فيه لمحمد، وانهزم بركياروق وأصحابه، وسار محمد إلى «خلاط» ، ثم إلى تبريز، وأذربيجان.

[ذكر الصلح بين السلطان بركياروق وأخيه محمد]

وفي سنة سبع وتسعين وأربع مائة تم الصلح بين السلطان بركياروق، وبين أخيه محمد، وحلف كل منهما لصاحبه، واستقرت القواعد، ووضعت الحرب أوزارها، وتقرر بينهما أن السلطان بركياروق لا يعترض على أخيه محمد، ولا يذكر معه على منبر من مثابر البلاد التى استقرت له، ولا يكاتب أحدهما الآخر بل تكون المكاتبة من الوزير، «١» ولا يعارض أحد منهما العسكر في قصد أيهما شاء، وأن يكون للسلطان محمد من النهر المعروف بأسبيدروز، وباب