[ذكر مسير عيسى بن موسى لقتال محمد بن عبد الله بن حسن وقتل محمد]
قال «١» : ثم إن المنصور أحضر ابن اخيه عيسى بن موسى بن محمد ابن على بن عبد الله بن عباس، وأمره بالمسير إلى المدينة لقتال محمد ابن عبد الله بن حسن، فقال: شاور عمومتك يا أمير المؤمنين، قال: فأين قول ابن هرمة:
نزور امرأ لا يمخض القوم سرّه ... ولا ينتجى الأدنين فيما يحلول
إذا ما أتى شيئا مضى كالذى أتى ... وإن قال إنى فاعل فهو فاعل
فقال المنصور: أمض أيها الرجل- فو الله ما يراد غيرى وغيرك، وما هو إلا أن تشخص أنت أو أشخص أنا، فسار وسيّر معه الجنود، وكان عيسى ولى عهد المنصور إذ ذاك؛ فقال المنصور حين سار عيسى:
لا أبالى أيهما قتل صاحبه؛ وبعث معه محمد بن أبى العباس السفاح، وكثير بن حصين العبدى، وحميد بن قحبطة، وهزار مرد وغيرهم، وقال له المنصور حين ودّعه: يا عيسى، إنّى أبعثك إلى ما بين هذين، وأشار إلى ما بين جنبيه «٢» ، فإن ظفرت بالرجل فاغمد سيفك، وابذل الأمان، وإن تغيّب فضمنهم إياه فإنّهم يعرفون مذاهبه، ومن لقيك من آل أبى طالب، فاكتب إلىّ باسمه، ومن لم يلقك فاقبض ماله، وكان جعفر الصادق تغيّب عنه، فقبض ماله، فلما قدم المنصور