للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر عود الملك طغرل الى الجبل وانهزام السلطان مسعود

وفى سنة ثمان وعشرين وخمسماية عاد الملك طغرل إلى بلاد الجبل فملكها؛ وسبب ذلك أن السلطان مسعود لما عاد من حربه، بلغه عصيان داود ابن أخيه بأذربيجان، فسار إليه وحصره بقلعة روندر «١» واشتغل بحصره، فجمع الملك طغرل العساكر، واستمال بعض أمراء السلطان مسعود، وتقدم لفتح البلاد وفتحها أولا فأولا، وكثرت عساكره، فقصد مسعود. فلما قارب قزوين سار مسعود نحوه، ولما تدانا العسكران انهزم السلطان مسعود وذلك فى أواخر شعبان من السنة، فأرسل إلى الخليفة المسترشد بالله فى القدوم إلى بغداد فأذن له. وكان نائبه بأصفهان النفيس «٢» السلاحى ومعه الملك سلجق شاه، فلما سمعا بانهزام مسعود قصدا بغداد فنزل سلجق شاه بدار السلطان فأكرمه الخليفة وأنفذ إليه عشرة آلاف دينار، ثم قدم مسعود إلى بغداد، وأكثر أصحابه على الجمال لعدم الخيل، فأرسل إليه الخليفة ما يحتاج إليه من الخيل والخيام والسلاح والثياب وغير ذلك، ونزل بدار السلطنة، وذلك فى منتصف شوال من السنة. وأقام طغرل بهمذان فعاجلته المنية.