للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حالنا مع الكفار؟ فليته أمر الناس بالخروج ولم يذكر هذا» وما زلت قلقا حتى أتى يوم الثلاثاء فقيل لى: إن الناس قد خرجوا إلى المصلى مع أبى الحسين أحمد بن الفضل بن عبد الملك إمام الجامع، وخرج أكثر أصحاب السلطان والفقهاء والأشراف، فلما كان قبل الظهر ارتفعت «١» سحابة ثم طبقت الآفاق ثم أسلمت غزالتها «٢» بمطر جود، فرجع الناس حفاة من الوحل.

ودخلت سنة ثلاثين وثلاثمائة

[ذكر وزارة أبى عبد الله البريدى]

/ فى هذه السنة وزر أبو عبد الله البريدى للخليفة المتقى لله، وسبب ذلك أن ابن رائق استوحش منه لأنه أخّر حمل المال وانحدر إلى واسط عاشر المحرم، فهرب البريدى إلى البصرة وسعى أبو عبد الله الكوفى للبريدى وإخوته حتى عادوا وضمنوا بقايا واسط بمائة وتسعين ألف دينار، وضمنوها كلّ سنة بستمائة ألف دينار. وعاد ابن رائق إلى بغداد فشغب الجند عليه ثانى شهر ربيع الآخر وفيهم توزون وغيره من القواد، وتوجّهوا إلى البريدى فى العشر الآخر من شهر ربيع الآخر بواسط، فقوى بهم فاحتاج ابن رائق إلى مداراته فكاتبه بالوزارة، وأنفذ إليه