سؤال منكرة، قال فقلت: فلانة؟ قالت: فدّى لك أبى وأمّى، أنّى تعرفنى وأنكرك؟
قال فقلت: أنا الحكم بن صخر، قالت: رأيتك عام أوّل شابا سوقة، وأراك العام شيخا ملكا، وفي دون هذا ما تنكر المرأة صاحبها، فذهبت مثلا، قال قلت: ما فعلت أختك؟ قال: فتنفّست الصّعداء، وقالت: تزوّجها ابن عمّ لها وذهب بها، فذاك حيث تقول
إذا ما قفلنا نحو نجد وأهلها ... فحسبى من الدنيا قفول إلى نجد
قال قلت: أمّا إنى لو أدركتها لتزوّجتها، قالت: وما يمنعك من شريكتها فى حسنها وجمالها وشقيقتها؟ قال قلت: يمنعنى من ذلك قول كثيّر حيث يقول
إذا وصلتنا خلة كى تزيلنا ... أبينا وقلنا الحاجبيّة أوّل
فقالت: كثيّر بينى وبينك، أليس الذى يقول
هل وصل عزّة إلا وصل غانية؟ ... فى وصل غانية من وصلها خلف
قال: فتركت جوابها عيّا.
وقولهم:«فاتكة واثقة برىّ» زعموا أن امرأة كثر لبنها وطفقت تهريقه، فقال لها زوجها: لم تهر يقينه؟ فقالت: فاتكة واثقة برىّ: يضرب للمفسد الذى وراء ظهره ميسرة.
[حرف القاف]
قولهم:«قطعت جهيزة قول كلّ خطيب» أصله أن قوما اجتمعوا يخطبون في صلح بين حيّين، قتل أحدهما من الآخر قتيلا ليرضوا بالدية، فبينماهم فى ذلك، إذ جاءت أمة يقال لها: جهيزة، فقالت: إن القاتل قد ظفر به بعض