للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأنزله الأمير جمال الدين النجيبى فى أعز مكان. فلما وصل السلطان إلى دمشق سير إليه جمال الدين بن الدوادار والطواشى مختار، فما عرفاه. وظهر أنه بخلاف ما ادعاه، فسير إلى مصر تحت الاحتياط.

وفى ذى القعدة وصل شخص آخر أسود ادعى أنه من أولاد الخلفاء، فسير إلى مصر أيضا.

ذكر الوثوب على الأمير عز الدين الحلى «١» وضربه بالسكين وسلامته وقتل الأمير صارم الدين المسعودى

قال: لما كان فى يوم الاثنين منتصف ذى الحجة سنة أربع وستين وستمائة جلس الأمير عز الدين الحلى بدار العدل، ومعه الصاحب بهاء الدين والقضاة، وإذا بإنسان يخترق الصفوف- وبيده قصة-، فوقف قدامه، وكان بيده سكين بين أثوابه، فضرب بها حلق الأمير عز الدين. فأمسكها بيده فجرحت يده، ثم رفسه برجله ونام على ظهره وقصد أن يضربه مرة أخرى أو يضرب الصاحب.

فلما رفع يده جاءت السكين فى فؤاد الأمير صارم الدين قايماز المسعودى فمات لساعته. وكان فخر الدين متولى الجيزة حاضرا فأمسكه ورماه. فوقع على قاضى القضاة، وضرب بالسيوف فمات. وعرف الضارب أنه من الجانداريه.

وكانت به شعبة من الجنون. ولما وصل الخبر بسلامة الحلى إلى السلطان وهو راجع من أفامية أعطى مملوك الحلى ألف دينار عينا، وأعطى رفيقه ثلاثة آلاف درهم، وأحسن إلى ورثة المسعودى.