للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتال من فيها،/ إلى أن أبادوهم قتلا وسبيا، وفرّ من بقى منهم فدخل فى سائر القبائل، وبقيت كورة تاكرتا خالية سبع سنين!

[ذكر وفاة هشام بن عبد الرحمن وشىء من أخباره وسيرته]

كانت وفاته فى ليلة الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثمانين ومائة بقصر قرطبة وكان عمره تسعا وثلاثين سنة وأربعة أشهر، ومدة ولايته (على القول الأول) سبع سنين وتسعة أشهر وثلاثة عشر يوما. وكان أبيض مشربا بحمرة أشهل، بعينيه حول وكان عاقلا حازما دا رأى وشجاعة وعدل، محبا لأهل الخير والصلاح، راغبا فى الجهاد. وكان يعود المرضى ويشهد الجنائز، ومن محاسن أعماله أنه أخرج متصدقا يأخذ الصدقة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وهو الذى تمّم بناء جامع قرطبة وبنى عدّة مساجد، وبلغ من عز الإسلام فى ولايته وذل الكفر أنّ رجلا مات وأوصى بفكّ أسير من المسلمين من تركته، فطلب ذلك فلم يوجد فى دار الكفار أسير من المسلمين يشترى ويفكّ لضعف العدو! وله مناقب كثيرة بالغ أهل الأندلس فيها حتى قالوا/ كان يشبّه بعمر بن عبد العزيز، وكان نقش خاتمه «بالله يثق هشام ويعتصم» .

وكان له من الأولاد الذكور عبد الملك الأكبر، والحكم الوالى بعده، ومعاوية، والوليد، وعبد العزيز، وخمس بنات.