وقال إسحاق بن إبراهيم: كان ابن سيّابة عندنا يوما مع جماعة تتحدّث ونتناشد وهو ينشد شيئا من شعره، فتحرّك فضرط فضرب بيده على استه غير مكترث وقال:
إما أن تسكتى حتى أتكلّم، وإما أن تتكلّمى حتى أسكت.
وقال جعفر الكاتب: قال لى إبراهيم بن سيّابة الشاعر: اذا كان عند جيرانك جنازة وليس في بيتك دقيق فلا تحضر الجنازة، فإن المصيبة عندك أكبر منها عند القوم، وبيتك أولى بالمأتم من بيتهم. وقال سليمان بن يحيى بن معاذ:
قدم علىّ إبراهيم بن سيّابة بنيسابور فأنزلته علىّ، فجاء ليلة من الليالى فجعل يصيح:
يا أبا أيّوب، فخشيت أن يكون قد غشيه شىء، فقلت: ما تشاء؟ فقال:
أعيانى الشادن الربيب
قلت بماذا؟ فقال:
أكتب أشكو فلا يجيب
فقلت: داره وداوه، فقال:
من أين أبغى شفاء قلبى ... وإنما دائى الطبيب
فقلت: لا دواء إذا إلا أن يفرّج الله عزّوجلّ عنك. فقال:
يا رب فرّج إذا وعجّل ... فإنك السامع المجيب
ثم انصرف. وقد تقدّمت هذه الحكاية. والسلام.
ذكر شىء من نوادر مطيع بن إياس الكنانىّ وأخباره
قال أبو الفرج الأصفهانىّ: هو شاعر من مخضرمى الدولتين الأمويّة والعباسيّة. كان ظريفا خليعا ما جنا حلو العشرة مليح النادرة قال: وكان متهما فى دينه بالزندقة. وكان مولده ومنشؤه بالكوفة، وكان منقطعا الى الوليد بن عبد الملك، ثم اتصل بخدمة الوليد بن يزيد. وكان سبب ذلك ما حكى عن حكم