للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنه ما روى عن جبير بن مطعم «١» أنه قال: لما بعث الله النبى صلى الله عليه وسلم: خرجت تاجرا إلى الشام، فأرسل إلىّ عظيم الأساقفة فأتيته فقال:

هل تعرف هذا الرجل الذى ظهر بمكة، يزعم أنه نبىّ؟ قال: فقلت هو ابن عمى، فأخذ بيدى وأدخلنى بيتا فيه تماثيل وقال: انظر ترى صورته ههنا؟

فنظرت فلم أرشيئا فأخرجنى من ذلك البيت، وأدخلنى بيتا أكبر منه فيه مثلها، وقال: انظر هل تراه ههنا، فنظرت فإذا صورة النبىّ صلى الله عليه وسلم، وإذا صورة أبى بكر وهو آخذ بعقب النبى صلى الله عليه وسلم، وإذا صورة عمر وهو آخذ بعقب أبى بكر، فقال: هل رأيته؟ فقلت: نعم هوذا، قال: أتعرف الذى أخذ بعقبه؟ قلت: نعم، هو ابن أبى قحافة، قال: وهل تعرف الذى هو آخذ بعقبه؟ قلت نعم، هذا عمر بن الخطاب ابن عمّنا، فقال: أشهد أنه رسول الله، وأن هذا هو الخليفة من بعده، وأن هذا هو الخليفة من بعد هذا.

وهذا باب متسع لو استقصيناه لطال، ولو سطرنا ما وقفنا عليه منه لا نبسطت هذه السيرة، وخرجت عن حدّ الاختصار، وفيما أوردناه كفاية.

فلنذكر بشائر كهّان العرب والله أعلم.

وأما من بشّر به صلى الله عليه وسلم من كهّان العرب

فقد قدمنا فى الباب الثالث من القسم الثانى من الفن الثانى من كتابنا هذا أخبار الكهنة، وذكرنا طرفا من إخبارهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، مما نستثنيه فى هذا الموضع، ونذكر ما عداه، ولا يشترط الاستيعاب لتعذّره، ولا إثبات جميع ما وقفنا عليه أيضا من ذلك لأنه يوجب البسط والإطالة، بل نذكر من ذلك ما نقف إن شاء الله تعالى عليه مما فيه الكفاية، وإن كانت نبوّة نبيّنا صلى الله عليه وسلم أظهر