للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر تفويض [٧٧] نيابة السلطنة بالشام]

للأمير سيف الدين تنكز [١] وفى هذه السنة بعد القبض على الأمير جمال الدين فوض السلطان نيابة السلطنة بالشام للأمير سيف الدين تنكز وتوجه إلى دمشق على خيل البريد، فكان وصوله إلى دمشق فى الخميس العشرين من شهر ربيع الآخر، ووصل معه جماعة من المماليك السلطانية على أخبار الأمراء المعتقلين منهم الأمير سيف الدين الحاج أرقطاى الجمدار [٢] .

وفيها أمر السلطان بعرض أجناد الحلقة بالديار المصرية، وانتصب لذلك بنفسه وأعرضوا بين يديه، وابتدىء بالعرض فى خامس عشر شهر ربيع الآخر وكمل فى مستهل جمادى الآخرة، وأبقى منهم من صلح للخدمة على إقطاعه، وقطع من ظهر عجزه، ورتب للمشايخ العاجزين عن الخدمة الرواتب

[ذكر تفويض السلطنة بالباب الشريف للأمير سيف الدين أرغن]

وفى هذه السنة فى يوم الإثنين مستهل جمادى الأولى فوض السلطان نيابة السلطنة بأبوابه الشريفة لمملوكه وعتيقه وغذىّ نعمته، ومن نشأ من صغره فى خدمته، وقرأ القرآن معه، الأمير سيف الدين أرغن الدوادار، وهو من المماليك المنصورية السيفية وكان السلطان الملك المنصور قد ابتاعه هو وأمه، وخصّه بخدمة السلطان الملك الناصر ولده من صغره وحال طفولتيه، فنشأ معه ولم يفارق خدمته فى وقت من الأوقات، وتوجّه فى خدمته إلى الكرك فى السفرتين، ففوض السلطان إليه نيابة السلطنة الآن، وهو أعرف الناس بخلق السلطان، وأكثرهم سياسة وسكونا وديانة وخيرا وعفة وطهارة، واشتغل بالعلوم الشرعية، وسمع الحديث وكتب صحيح البخارى بيده، وحصل الكتب النفسية، وهو مستمر فى نيابة السلطنة إلى وقتنا هذا فى سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وجرت أحوال الدولة فى مدة أيام نيابته على أحسن سداد وأكمل نظام.


[١] فى ك «تنكيز» والمثبت من ص، والدرر الكامنة ١: ٥٢١.
[٢] انظر ترجمته فى الدرر الكامنة ١: ٣٥٤.