للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما تكامل حضور الأمراء بالغنائم وخروج التركمان والعربان الواصلين إلى الطاعة من الدربندات، رحل السلطان وعبر على بحيرة بها أغصان ملتفة مثل الغابة وبها جزائر قد تحصن بها جماعة من تلك البلاد ونقلوا إليها حريمهم وأموالهم، فرمى العسكر نفوسهم فيها عوما بالخيل، فقتلوا وسبوا. ثم عبروا على تل حمدون، وقلعة النقير فعاثت العساكر فيها، وخرج العسكر من الدربندات فشاهدوا الغنائم قد ملأت المروج طولا وعرضا، فوقف السلطان بنفسه وفرق الغنائم وعمّ بها الناس، وما أخذ لنفسه شيئا منها. ثم سار بعد القسمة فنزل دهليزه بحارم.

فقال القاضى محيى الدين بن عبد الظاهر:

يا ملك الأرض الذى عزمه ... كم عامر للكفر منه خرب

قلبت سيسا فوقها تحتها ... والناس قالوا سيس لا تنقلب

[ذكر شىء من أخبار بلاد سيس وسبب استيلاء الأرمن عليها]

المصيصة بناها عبد الملك بن مروان فى أيام أبيه، فى سنة أربع وثمانين للهجرة النبوية.

وأما طرسوس فهمى من المدن القديمة، وفيها دفن الخليفة عبد الله المامون ابن الرشيد كما ذكرنا.

وطرسوس وأذنة وما يليهما تسمى قيليقيا، وتعرف هذه البلاد بالدروب والعواصم، وبها كان الغزو والرباط والجهاد والمثاغرة، وكانت مضافة إلى مملكة